سباق الذكاء الاصطناعي في الصين يشتد مع تحرك علي بابا "Qwen 2.5-Max" لمواجهة تحديات ديب سيك.



في خطوة مفاجئة تزامنت مع احتفالات رأس السنة القمرية الصينية -التي تُعتبر تقليدياً للتجمعات العائلية وليس لإطلاق التكنولوجيا- كشفت وحدة الحوسبة السحابية في شركة علي بابا عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي Qwen 2.5-Max، مدعيةً تفوقه على أبرز النماذج العالمية مثل GPT-4o من أوبن إيه آي، وLlama-3.1-405B من ميتا، ونموذج DeepSeek-V3 المُثير للضجة من الشركة الناشئة الصينية ديب سيك. توقيت الإطلاق غير المعتاد يسلط الضوء على الضغوط الهائلة التي تواجهها عمالقة التكنولوجيا الصينية مع صعود لاعبين جدد يُعيدون تشكيل سوق الذكاء الاصطناعي.

سباق الذكاء الاصطناعي في الصين يشتد مع تحرك علي بابا "Qwen 2.5-Max" لمواجهة تحديات ديب سيك.
نموذج Qwen 2.5-Max



ما هو نموذج Qwen 2.5-Max؟


نموذج Qwen 2.5-Max هو أحدث نموذج ذكاء اصطناعي، طورته وحدة الحوسبة السحابية في شركة علي بابا الصينية، وهي تزعم قدرته على إعادة تعريف المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي، مع تركيز على التفوق أمام الخصوم عبر الأداء العالي والتكلفة اليسيرة.
يتوفر نموذج Qwen 2.5-Max، على إمكانيات أعلى تتمثل في توليد فيديوهات لمدة 05 ثواني، توليد الصور، البحث عن الصور، والبحث عن التحف إضافة إلى المزايا الأخرى المعهودة، كل هذا مجانا دونما تكلفة إضافية أو اشتراكات شهرية واستعمالات محددة.

تأثير ديب سيك: هزة سوقية

بدأ صعود ديب سيك السريع في شهر يناير عندما تسبب نموذجها DeepSeek-V3 المُنخفض التكلفة في انهيار أسهم التكنولوجيا العالمية. بسعر يبلغ 1 يوان (0.14 دولار) لكل مليون "توكن"، وهي التكلفة الأقل مقارنة بأسعار المنافسين، هذا ما أجبر، شركات التكنولوجيا الصينية الأخرى، مثل بايدو وعلي بابا على خفض أسعار خدماتها بنسبة تصل إلى 97%. وفي منتصف يناير، ضاعفت ديب سيك تأثيرها بإطلاق DeepSeek-R1، مما زاد مخاوف الشركات الأمريكية من استدامة استثمارات بمليارات الدولارات في مجال الذكاء الاصطناعي.

المنافسة المحلية تُشتد، وهي لا تقتصر المنافسة على الجانب الدولي. فداخل الصين، أحدثت ابتكارات ديب سيك ردود فعل متسارعة:

أطلقت بايت دانس (مالكة تيك توك) تحديثاً لنموذجها بعد يومين فقط من إطلاق DeepSeek-R1، مدعية تفوقه على نماذج أوبن إيه آي في فهم المهام المعقدة.
كما دخلت بايدو، رائدة نماذج الذكاء الاصطناعي في الصين، في حرب أسعار بعد تخفيضات ديب سيك.
حتى تنسنت، المعروفة أكثر بمنصاتها الاجتماعية، ركزت الآن على تطوير نماذج أكثر كفاءة.

الذكاء العام (AGI): هدف ديب سيك الأسمى

بينما يُسرع المنافسون لتقليد استراتيجياتها التسعيرية، يبقى مؤسس ديب سيك الغامض، ليانغ وينفنغ، مركزاً على هدف أعلى: تحقيق الذكاء العام الاصطناعي (AGI). في مقابلة نادرة يوليو الماضي، استهان ليانغ بالمعارك السوقية قصيرة المدى، مشيراً إلى أن عمالقة التكنولوجيا الصينيين—المثقلين بالهياكل البيروقراطية والتكاليف المرتفعة—غير مؤهلين لسباق AGI. بينما تعتمد ديب سيك على هيكل تنظيمي مرن يقوده خريجو الجامعات الصينية الرائدة، مع أولوية للإنجازات البحثية على الأرباح.

وادي السليكون في مواجهة الشرق؟

مع تسارع سباق الذكاء الاصطناعي بين علي بابا، بايدو، تنسنت، وديب سيك، تبرز الصين كساحة حاسمة في المنافسة العالمية. وتيرة التطور المُذهلة للنماذج الصينية، المُدعومة بأسعار تنافسية وأبحاث طموحة، قد تُعيد رسم خريطة القوى التكنولوجية، مُحولة مركز الثقل من وادي السليكون إلى بكين وشانغهاي.

للوصول إلى موقع نموذج Qwen 2.5-Max، من شركة على بابا الصينية انقر هنا.

هل سينشأ الثورة القادمة في الذكاء الاصطناعي من مختبرات الصين بدلاً من شركات وادي السليكون؟ مع تركيز لاعبين مثل ديب سيك على AGI بينما تحاول العمالقة التقليدية اللحاق بالركب، قد نعرف الإجابة قريباً.
google-playkhamsatmostaqltradent