تعمل منصة "ميتا" على الاستجابةً للتشريعات المتعلقة بالخصوصية والتكيف مع تفضيلات المستخدمين المتغيرة، وبشكل خاص في دول الاتحاد الأوروبي، "ميتا" الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، وواتساب تخطط فعلا لتغييرات كبيرة في تطبيقاتها الأساسية.
حسب تقرير نشر حديثا على صحيفة وول ستريت جورنال فإن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يفكر في إدخال رسوم اشتراك شهرية لتوفير تجربة خالية من الإعلانات على منصاته للمستخدمين في بعض المناطق المحددة حول العالم.
تتزامن هذه التغييرات مع قلق المشرعين بشأن خصوصية المستخدمين، والتهديدات التي يعرفها المشهد الرقمي، تدرك ميتا أهمية العثور على بدائل لنموذج العائدات القائمة على الإعلانات.
لماذا الاشتراكات الشهرية على تطبيقات ميتا؟
جدير بالذكر أن شركة ميتا تقدم خدماتها الأساسية حاليا مجانًا في جميع أنحاء العالم، وهي تعتمد بشكل كبير على الإعلانات المستهدفة بناءً على بيانات المستخدمين الشخصية لتوليد إيرادات، في نفس الوقت الذي يطالب المشرع في الاتحاد الأوروبي، منصة ميتا بالمزيد من الشفافية والتحكم في كيفية استخدام بيانات المستخدمين لأغراض الإعلانات التجارية على المنصة.
من أجل معالجة هذه المطالب بجدية، تخطط ميتا، لإمكانية السماح للمستخدمين بتجاوز الإعلانات المستهدفة عبر الاشتراك الشهري، هدف هذه الخطوة يكمن في توفير خيار جديد يراعي خصوصية المستخدمين، ويحقق للمنصة مداخيل، تمكنها من الحفاظ على جودة منصاتها.
كم تبلغ تكلفة اشتراكات فيسبوك وانستغرام الشهرية؟
حسب ذات التقرير فإن منصة ميتا اقترحت هيكلًا تسعيريًا مدرجًا للمستخدمين الأوروبيين، يمكنهم من تجربة خالية من الإعلانات. مقابل اشتراكات شهرية تبدا من حوالي 10 يورو شهريًا "حوالي 1445 دينار جزائري"، عبر متصفح الويب. ، أو 13 يورو شهريًا "حوالي 1787 دينار جزائري بسعر الصرف الرسمي" لمستخدمي الأجهزة المحمولة.
تسعير الأجهزة المحمولة يأخذ رسوم التي تفرضها متاجر التطبيقات التابعة لكل من Apple و Google على عمليات الشراء. بالإضافة إلى هذه التكلفة، سيكون على المشتركين دفع 6 يورو إضافية مقابل كل حساب إضافي، مما يجعلها خيارًا قابلًا للتكلفة بالنسبة للعائلات أو الأفراد الذين يمتلكون حسابات متعددة.
ماهي المناطق المعنية باشتراكات ميتا الجديدة؟
خطة الاشتراك الجديدة تعرف "الاشتراك خالي من الإعلانات" أو SNA، وقد تمت مناقشتها مع هيئات مراقبة الخصوصية في بعض دول الاتحاد الأوروبي مثل بلجيكا وأيرلندا، مما يشير إلى التزام ميتا بالامتثال للتشريعات الأوروبية.خطة الاشتراك الجديدة لا تعني المستخدمين خارج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الولايات المتحدة والمناطق الأخرى، قد لا يكون لديهم وصول فوري إلى هذه الخطة خالية من الإعلانات.
خطة ميتا التي تقضي إدخال رسوم اشتراك شهرية من أجل الوصول إلى فيسبوك وإنستغرام دون إعلانات في مناطق محددة حول العالم، يمثل استجابة نشطة لتشريعات الخصوصية والالتزام بتوفير خيارات تتناسب مع تفضيلات الخصوصية للمستخدمين، مع استمرار تطور المشهد الرقمي، قد تكون تحولات ميتا الاستراتيجية نموذجًا لشركات التكنولوجيا الأخرى تسعى إلى تحقيق توازن بين توليد إيرادات جديدة وخصوصية المستخدم وقدرته المادية.