يعمل البنك المركزي في الجزائرحاليا على اعتماد عملة رقمية غير معروفة في التعاملات المالية بين الجزائريين، تلقب هذه العملة الجديدة المزمع الإعلان عنها "الدينار الرقمي الجزائري".
حسب ما ورد على لسان الوزير الأول أيمن بن عبد الرحمان يوم الإثنين 02 جانفي 2023، في كلمته لدى افتتاح ندوة التحدّيات المستقبلية للبنوك المركزية، فما هو الدينار الرقمي؟ وما هي القيمة المضافة التي يجنيها الاقتصاد الجزائري بعد اعتماد.
حيث قال الوزير الأول في سياق حديثه عن رقمنة القطاع المصرفي في الجزائر، إن من بين أهم الورشات المفتوحة أمام بنك الجزائر، "ورشة رقمنة المدفوعات. والسعي إلى اعتماد الشكل الرقمي للعملة النقدية"، ليضيف قائلا: "يتولى بنك الجزائر تطوير وإصدار وتسيير ومراقبة هذا الشكل الرقمي للعملة الجزائرية. تحت مسمى الدينار الرقمي الجزائري".
حيث قال الوزير الأول في سياق حديثه عن رقمنة القطاع المصرفي في الجزائر، إن من بين أهم الورشات المفتوحة أمام بنك الجزائر، "ورشة رقمنة المدفوعات. والسعي إلى اعتماد الشكل الرقمي للعملة النقدية"، ليضيف قائلا: "يتولى بنك الجزائر تطوير وإصدار وتسيير ومراقبة هذا الشكل الرقمي للعملة الجزائرية. تحت مسمى الدينار الرقمي الجزائري".
جديد الدينار الرقمي
الدينار الرقمي الجزائري يتوقف إصداره وتسييره في المرحلة الأولى على بنك الجزائر، ويتعلق أساسا بتسوية المعاملات بين البنك المركزي والبنوك التجارية والمؤسسات المالية. مما يعني أنه لن يكون متاحا للتعامل بين الأفراد في مراحله الأولية.
الدينار الرقمي يختلف عن البيتكوين، كونه عملة رقمية قانونية، يتم تداولها وفق بروتوكولات رقمية مؤمنة ومراقبة، قيمته مستقرة وتشبه إلى حدّ بعيد العملة المادية.
المادة 2 من مشروع قانون القرض والنقد، تنص على أن العملة النقدية في شكلها المادي من أوراق نقدية وقطع نقدية معدنية، يمكن أن تأخذ شكلا رقميا، وتسمّى العملة الرقمية للبنك المركزي "الدينار الرقمي الجزائري"، ويعود للدولة امتياز إصدار العملة النقدية عبر التراب الوطني، ويحدّد عن طريق أنظمة تتخذ طبقا لأحكام هذا القانون تحديد شروط إصدار وتطوير العملة الرقمية للبنك المركزي وقواعد تسيير ومراقبة العملة الرقمية لبنك الجزائر.
ماهي العملة الرقمية ؟
يطلق عليها النقود الرقمية أو الإلكترونية كما تعرف أيضا بالعملات الإلكترونية، هي عملات متاحة بشكل رقمي، ولها نفس خصائص العملات المادية، بحيث تؤدي نفس الوظائف من معاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود. ويمكنها شراء السلع والخدمات، غير أن استخدامها يقتصر على مجتمعات معينة مثل ألعاب الإنترنت أو شبكة اجتماعية.
باختصار العملات الرقمية هي رصيد مالي مسجل إلكترونيا على بطاقة ذات قيمة مخزنة أو جهاز آخر، بحيث يمكن أن تكون مركزية، أو لامركزية.
العملة الرقمية لا تختلف عن عملات "البيتكوين والإيثيريوم …" المشفّرة التي تستخدم تقنية بلوك تشين ، في اعتبارها عملة إلكترونية غير مادية، يتمّ تداولها بشكل رقمي فقط، من دون الحاجة إلى التعاملات التقليدية التي تعتمد على الأوراق والقطع المعدنية. لكنها تختلف عن البيتكوين في كونها عملة رسمية وليست افتراضية فقط.
من جهة أخرى العملة الرقمية تشبه العملة التقليدية، في اعتبارها عملة رسمية، صادرة عن بنوك مركزية تابعة لهذه الدولة أو تلك، تتشابهان في القيمة والقدرة الشرائية. مع ذلك الدينار الرقمي غير ملموس أو متداول كما هو الشأن بالنسبة للعملة المادية.
مثال توضيحي مبادلة الدينار الجزائري الرقمي، إلكترونيا بأي يمكنك الحصول على أي خدمة أو سلعة. مثل شحن رصيد الهاتف، تعبئة الإنترنت، دفع فاتورة الكهرباء، … مقابل الدينار الرقمي. دون أن تخرج من جيبك، أو محفظة نقودك فلسا واحدا، تماما كما هو الأمر بالنسبة لخدمة بايسرا أو بايبال الخدمات الرقمية الشبيهة.
ما الفائدة من الدينار الرقمي؟
أهم فوائد العملة الرقمية، تتمثل في عدم الاعتماد على السيولة النقدية التقليدية في المبادلات التجارية بين الأفراد والشركات والجهات الحكومية، بل المستحيل ، أن تحدث أزمات سيولة، عندما يتعلّق الأمر بتبادل الأموال في شكلها الرقمي، رغم كثافة عمليات السحب من البنوك ومراكز البريد في مواسم الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة، فالعملة الرقمية تظل متوفرة على الدوام بخلاف العملة التقليدية.
ولعل تعاملات الدينار الرقمي أقل تكلفة، فهي لا تحتاج، إلى تأمين وحراسة من أجل نقلها من البنك المركزي إلى البنوك ومراكز البريد. مع ذلك فهي في حاجة إلى مستوى آخر من الحماية والأمان.
ما الفرق بين العملة الرقمية والعملة المشفرة؟
هناك فروقات كبيرة جدا، أهمها القيمة فالعملة الرقمية، عملة رسمية، مما يعني أن قيمتها مستقرة نسبيّا باستقرار قيمة العملة الرسمية للدولة، كونها مرتبطة بتنظيمات وسياسات مالية يحدّدها البنك المركزي، أما العملة المشفرة فهي لا تخضع لأي جهة رسمية ، وكأنها فوق الدول، أما عن قيمتها فتخضع لارتدادات شديدة جدا دون أسباب معروفة، لذا فإن الكثير من الدول لا تعترف بها ومن بينها الجزائر.
هل يحل الدينار الرقمي بديلا عن الدينار التقليدي؟
قال الوزير الأول في سياق حديثه:"سيشكّل الدينار الرقمي الجزائري في نهاية المطاف، دعما للشكل المادي للعملة النقدية". مما يعني أن البنك المركزي سوف يستمر في تداول شكلي العملة الماديّ التقليدي والرقمي الجديد في آن معا.